المبدع... زيدان العرب... خليفة الخطيب... تاجر السعادة... القاتل المبتسم... أمير الدهاء... معشوق الجماهير... الفنان... القديس... ألقاب كثيرة لا حصر لها أُطلقت على محمد أبوتريكة نجم النادي الأهلي والمنتخب المصري، الذي منذ انضمامه إلى القلعة الحمراء فتحت له الشهرة أبوابها بفضل مهاراته الفائقة ودماثة خلقه وحبه الشديد لكرة القدم، فانطلق بعدها بسرعة الصاروخ نحو عالم النجومية، محطماً العديد من الأرقام القياسية ومحققاً كل الطموحات والأحلام الكروية التي كانت تراوده، ليصبح نجماً لامعاً في سماء كرة القدم المصرية والعربية والإفريقية.
تشعر وهو يحكي معك وكأنه طفل صغير... خجول... لسانه
لا يلفظ إلا طيباً... وقلبه العامر بالتقوى يجعلك تحبه من الوهلة الأولى، ولا تستطيع أن تكرهه مهما حاولت أن تسعى إلى ذلك بحكم التعصب الجماهيري.
مع بزوغ نجم محمد أبو تريكة في عالم الشهرة والنجومية، لم يستسلم للغرور، وظهر معدنه الأصيل كابن من أبناء البلد «الجدعان»، فقد بدأ يلعب دورا إنسانيا واجتماعيا داخل المجتمع المصري، بل العربي أيضا، وهو ما يتضح من خلال تلبيته أي دعوة خير تصب في مساعدة الفقراء والمحتاجين، فالنجومية والشهرة لم تأخذه من أهله وناسه وأصحابه، فدائماً ما يحكي عن أصدقاء الطفولة -وعلى حد قوله- ينتهز الفرص دائماً لمقابلة أصدقائه لاستعادة ذكرياته الجميلة معهم.
وعن اتهامه باستقطاب الأضواء إليه يقول: لا أعرف سر إقحام اهتمامي بالمشروعات الخيرية وتصوير ذلك كأنني أحاول استغلال الإعلام وتسليط الأضواء عليَّ... وأريد تأكيد أنها ليست للإعلان ولا المباهاة... وما زلت حتى الآن لا أعلم سر الضجة التي صاحبت إعلان تعاطفي مع غزة خلال مباراة منتخب مصر الوطني أمام منتخب السودان في الجولة الثانية لمباريات الدور الأول لنهائيات بطولة كأس الأمم الإفريقية، ووقتها لم يدر في خلدي أي شيء باستثناء رغبتي في أن أفوز بثواب في الآخرة بعيداً عن أي مكاسب في الدنيا، ولم يشغلني على الإطلاق ردود الأفعال على موقفي أو حجم التأييد أو المعارضة التي سأتعرض لها... وقد قمت بطباعة التي شيرت داخل الفندق الذي تقيم فيه بعثة منتخب مصر الوطني في مدينة كوماسي الغانية، وكل ما أثير من شائعات بشأن إرسال التي شيرت من القاهرة لي ليس له أي أساس من الصحة، وعندما اتخذت قرار الطباعة لم أخبر أي أحد من زملائي في الفريق ولا أعضاء الجهاز إلا بعدما زادت قناعتي بأن يكون لي دور في رفع الظلم والحصار عن أهالي غزة، خصوصاً أن ما فعلته ربما يعود علي بثواب كبير في الآخرة بعيداً عن أي مطامع دنيوية مثلما حاول الكثيرون تفسيره... وزوجتي هي الوحيدة التي كانت تعرف هذا التي شيرت فقط... ولكنها لم تكن تعلم موعد الإعلان عنه... وما زلت حتى وقتنا هذا محتفظاً بهذا التي شيرت، لأنه ليس للبيع ولا للمزايدة كما حاول البعض أن يصور في الفترة الأخيرة، خصوصاً أن بعض الأخبار والتقارير الصحافية نقلت أنني تبرعت به إلى نقابة الأطباء تارة، وإلى إحدى الجهات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين من أجل التظاهر به والمزايدة عليه مثلما حدث في مظاهرات نقابة الأطباء وهو الشيء الذي أحزنني بشدة، وأشعرني أن هناك محاولة لاستغلالي... ولكني سعيد في الوقت ذاته لأن رسالتي من خلال «فانلة غزة» وصلت إلى العالم كله... ورسالتي كانت عبارة عن تعاطفي الشديد مع الشعب الفلسطيني، وهو أمر أؤكد أنه ليس له أي علاقة بالسياسة... فهو نابع من منطلق شخصي وإنساني جداً خاص بي... وأعتقد أن الكثيرين لو خطرت في بالهم الفكرة لنفذوها بلا أي تردد.