العذراء والكرسى الابيض

..ورزقي علي الله
العذراء
.. والكرسي الأبيض
لم يشهد ناد عبر تاريخه مايشهده نادي الزمالك هذه الأيام وهو يستعد خلال الاسابيع القادمة لاستقبال انتخابات جديدة تنهي مرحلة "مهينة" من سجلاته وهي ماتعرف بمرحلة "التعيين" التي اصبحت السمة الرئيسية لدولاب الحكم بهذا النادي منذ عامين ونصف العام تقريبا غابت فيها الشرعية وانطفأت خلالها شموع الحرية والديمقراطية!
لقد هان هذا النادي علي اصحابه حتي صار دمية تتخطفها ايادي المسئولين ومن يطلقون علي أنفسهم اسم صناع القرار فرأينا كيف ان كل ماصدر من توصيات عن هذه المجالس المعينة لم يكن في صالح البيت الأبيض بل علي العكس فقد استمرت الانتكاسات والأوجاع حتي صارت كل الخطايا مرتبطة باسم الزمالك!
فالصوت القوي القادر علي حسم الأمور واستعادة الهيبة لهذا النادي العريق غاب علي عكس ما كان عليه الحال.. ايام محمد حسن حلمي ونور الدالي وحسن ابوالفتوح حينما كان الجميع يعملون من اجل هدف واحد وهو مصلحة هذا النادي.
لقد تحولت القلعة البيضاء علي يد "شلة" المنتفعين في السنوات الاخيرة الي "سبوبة" يحاول كل طرف فيها ان يخطف من الاخر نصيبه من الكعكة فيما كان الاكابر داخل النادي يكتفون بالمشاهدة او يمصمصون شفاههم تحسرا علي ايام الزمن الجميل!!
ان الحرب التي نسمع عنها كل يوم بين المرشحين او الطامحين في كرسي رئاسة الزمالك لخير دليل علي ان هذا الكرسي يمنح صاحبه مزايا وفوائد لاحصر لها والا فلماذا صار البلطجية والمرتزقة ومحترفو الانتخابات هي الادوات التي يعتمد عليها كل مرشح.. بل اني عاجز عن تخيل ماسيجنيه اي طامح في هذا الكرسي من ارباح اذا كانت دعايته الانتخابية ستتجاوز 4 ملايين جنيه في هذه الانتخابات!
لقد صار الزمالك علي يد هؤلاء مثل العذراء التي تجلس علي الكرسي الابيض والكل يحاول ان يخطب ودها املا في ان تختاره ليكون شريك حياتها مع انها لاتملك الاختيار اصلا.. لأن الوجوه هي الوجوه والاسماء لم تتغير كثيرا حتي وان تغيرت المواقع والمصالح والأشياء الأخري!!
بصراحة هذا هو الفرق بين الأهلي والزمالك.. فهنا حرب وقتال وصراعات لاتنتهي بينما في الجزيرة يتنازل رجل في حجم الخطيب عن كرسي الرئاسة لصالح حسن حمدي لمجرد ان هذا الموقف في صالح الأهلي!
لم ينظر الخطيب لمصالحه أو رغباته أو حتي كبريائه الشخصي بل نظر الي ناديه واحتياجاته في هذه المرحلة الدقيقة!
وهذا هو سر عظمة الأهلي وشموخه وانتصاراته التي لاتنتهي بعكس الذين اعتادوا ان يجلسوا ليأكلوا من "فتة" ميت عقبة!!
** آخر القول:
اذا كانت الزيادة في المرتبات 30%.. والزيادة في الاسعار 200%.. نجيب الفرق منين ياحكومة؟!